قبل ۲۰ عاما و تحديدا في خريف سنة ۱۳۷۳ الهجریة الشمسية حصلت فيضانات كبيرة اثر طغيان مياه نهر الكرخة.
بعد هطول أمطار غزيرة في يوم الجمعة ۲۵ نوفمبر ۱۹۹۴ ارتفعت نسبة مياه سد الكرخة مما ادى الى حصول ثغرة في السد الترابي و هذا جعل المياه تتدفق بسرعة و ادى الامر الى ازدياد منسوب المياه في النهر ليفوق مستوى ضفافه فيطغي عليها.

انذار مبكر
الجهات الحكومية تداركت الاوضاع و انذرت بصفة عاجلة جدا سكان المناطق القريبة من نهر الكرخة. و قبل ذلك شهد سكان المناطق المحاذية لنهر الكرخة ازدياد بسرعة غير طبيعية في حجم المياه مما جعل الناس يدركون خطورة الموقف و يغادرون بيوتهم و ياخذون معهم ما يستطيعون من الاثاث.

ﻣﺠﺮﻯ مياه الفيضان
بعد الامطار و تجمع المياه خلف سد الكرخة و حصول الثغرة في السد الذي يقع في شمال محافظة خوزستان و تحديدا عشرين كيلومترا شمال غرب مدينة انديمشك تدفقت المياه من السد نحو الجنوب مرورا بقری کنانه، مدینه الشوش، شاوور، البهادل، بیت علوان، سید عباس ، قری کعب عمیر، قری خزرج، العشاره، الجلعه، الحائي، قرى البرواية، قرى الحلاف و الباجي سالكة طريقها نحو الحميدية.
قدر حجم المياه باكثر من مليارين متر مكعب آنذاك و هي كمية كبيرة تعادل الاستهلاك السنوي لبلد باكملة.

الاضرار
الاضرار كانت مادية ولم تحصل خسائر بشرية بفضل الانذار المبكر و استماع الناس وتدراكهم لخطورة الموقف.
لكن حصلت خسائر مادية كثيرة و تهدمت الكثير من البيوت التي كانت طينية آنذاك. الفیضان کان في بداية الموسم الزراعي للقمح لهذا حصلت خسائر في الزراعة و خاصة لاولئك الذين كانوا قد نثروا بذور القمح في اراضيهم الزراعیة.
حصلت ايضا خسائر في المواشي و البنية التحتية و خاصة مصافي مياه القرى مما جعل اكثرهم يحرمون من مياه المصافي لسنوات عديدة.

ایقاف الدراسة
ﻭﺯﺍﺭﺓ التربية و ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻣﺮﺕ ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﻤﺪﺍﺭﺱ المناطق المنكوبة لاكثر من شهر. ﻛﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍسي.

المساعدات و الامدادات
من الناس من ذهب الى المدن القريبة مثل الأهواز و منهم من بقى في القرى فوق التلال و الاماكن المرتفعة، لكن نفذت ذخيرتهم الغذائية بعد مدة قصيرة و المساعدات عبر السيارات كانت مستحيلة بعد الفيضان. لكن سارعت الجهات الحكومية و الهلال الاحمر بايصال المساعدات عبر المروحيات و كانت المساعدات من الخيام والبطانيات، و السخانات و التمور و المعلبات.

  1. الكرخة من الفيضان الى الجفاف
    اکثر سکان القری ذهبوا الی المدن و القری التی لم یصلها الفیضان، و بقی فی کل قریة عدد من الرجال لحراستها، الذين بقوا في القرى سكنوا البیوت التي كانت مبنیة بارتفاع اكثر من سائر البيوت و كأن اصحابها جعلوا الفيضان نصب اعينهم في زمن بنائها.
    إن الذين لم یغادروا القری، كانوا يسيرون على القوارب من ناحية الى اخرى وهم يصادفون فی طریقهم ثياباً و أدوات لأهالي تلك القرى طافیة على الماء.
    بعد مرور اکثر من شهر بدأت الناس بالرجوع الى القرى، منهم من ترك بيته الطيني سالما لكن بعد الرجوع لم يجد اثرا منه، كان قد تغيير شكل القرى الى حد كبير، كثير من الناس اضطروا للعيش في الخيام لمدة ليست بقليلة، و بعدم توفر الکهرباء و المياه الساخنة و الطعام بشكل كافي قضوا الناس بظروف صعبة شتاءًا باردا.
    لكن برغم كل تلك الصعوبات و المشقات التي تحملها الناس الا انهم يذكرون تلك الايام بکل خير و يقولون انهم قد اشتاقوا لكرخة ممتلئة بالمياه، لان الكرخة الیوم لم تعد ذلك النهر المتدفق ذو الفیضان و بعد بناء عدة سدود، بدأت تنضب میاهه و تقلص عرضه و ظهرت جزر كثيرة علی امتداده و يوم تلو الاخر يجف و يجف و يجف..
#

اشتراک این خبر در :