كـل مجتمـع لـه تـركيبتـه الإجتمـاعيـة الخـاصـة بـه كمـا لكـل فـردٍ خصـوصيـاتـه وشمـائلـه واخـلاقـه التـي يتفـرد بهـا دون غيـره ولهـذا يقـولـون علمـاء الاحيـاء والإجتمـاع أنـه مـن غيـر الممكـن أن تجـد شخصيـن تتطـابـق كـل صفـاتهـم خَلقـاً وخُلقـاً .

كـذلـك نشـاهـد هـذا الاختـلاف عنـد المجتمعـات والشعـوب حيـث يمتـاز كـل مجتمـع عـن غيـره فـي كثيـر مـن الأمـور ويشمـل هـذا الامتيـاز معظـم الأخـلاقيـات والسلـوكيـات، فنجـد بعـض الأفعـال التـي يـراودهـا مجتمـع دون مجتمـع آخـر حيـث يستقبـح هـذا الفعـل أو يستنكـر تـداول بعـض المفـردات فـي المحـاورة ، وبـالطبـع هـذا الأمـر لمسنـاه أو سمعنـا بـه وعلـى سبيـل المثـال شـرب الخمـر منكـر عنـدنـا أو حتّـى يحـاسـب مـن يمـارس صنـاعتـه وبيعـه أو شـربـه ويعبـر عـن هذا الشخـص مجـرمـاً أو خـارج عـن القـانـون والمـوازيـن والاعـراف الاجتمـاعة، ولكنّـه ومحلّل عنـد آخـريـن بـل يـوجـد نـوع مـن الخمـر يسمّـى كـونيـاك مقـدّس عنـد اتبـاع المسيـح ويتـم استعمـالـه فـي بعـض الطقـوس الخـاصـة.

فلـذلـك مـن يحـاول أن يقلـد بعـض المجتمعـات الأخـرى فـي سلـوكيـاتـه التـي لـم يـأتلفـه مجتمعـه أو ربّمـا يستصغـرهـا ويـراهـا منـافيـة للعفّـة والأعـراف التـي تسـود هـذا المجتمـع ، سيصبـح إنسـان خـارج عـن اعـراف مجتمعـه و سلـوكيـاتـه.

استغـرب مـن البعـض عنـدمـا يـأتـي ببعـض التصـرفـات أو إدخـال بعـض المفـردات الغيـر معهـودة حيـث ينبـذهـا الحـس الخُلقـي لـدى مجتمعـه، وعنـدمـا يستفسـرون منـه بـاستغـراب وانكـار، نـراه يـردّ عليهـم بشـدة مـوصفـاً لـه أقبـح الأوصـاف أثـر اعتـراضـه عـلى افعـالـه بـالتحجّـر والجهـل وعـدم التحضّـر و كـأنمـا التطـور والتحضّـر يتمثّـل فـي الانفـلات الخلقـي والابتعـاد عـن العفـة!! متنـاسيـاً القيـم والحضـارة والاخـلاقيـات والسلـوكيـات المتعـارف عليها و علـى مـدى العصـور حـافـظ المجتمع عليهـا .

أنـا لا أقصـد التطـور العلمـي أو فـي استخـدام بعـض الأدوات والملابـس الحـديثـة شـرط أن تـلائـم اخـلاقيـات مجتمعـه ، إنمـا أقصـد تلـك التصـرفـات التـي تنـافـي العفّـة والقيـم الاجتمـاعيـة ، وعنـدمـا نـذكـر العفّـة بـالطبـع نقصـد التعفّـف الـذي يشمـل الجسـم والعيـن واللمـس والأذن والفكـر والأخـلاق والخُلـق واليـد واللسـان وحتّـى فـي الكتـابـة والقلـم .

العفّـة التـي تعنينـي فـي مقـالـي هـذا ، هـي عفّـة اللسـان والبيـان والقـلم ..

وعـلاوة عـن الاعـراف الاجتمـاعيـة التـي تنهـانـا عـن كثيـر مـن الأفعـال التـي تـأنفهـا النفـوس الطـاهـرة ، والكلمـات التـي يسئمهـا الخلـق السـامـي ، كـذلـك نـرى حـرص ديننـا الحنيـف أيضـاً علـى طهـارة نفـوسنـا وقـوبنـا والستنـا .

فقـد جـاء فـي الحـديـث الشـرف عـن الـرسول الكـريـم صلـى الله عليـه وآلـه:
(لا يستَقِـم إيمـانُ عبـد حتّـى يستقيـم قلبـه ولا يستَقيـم قلبـه حتّـى يستقيـم لِسـانـه)

كمـا قـال الـرسـول فـي حـديـثٍ آخـر:
(الجَمـالُ فـي اللّسـانِ والكَمـالِ فـي العَقـلِ)

كما ‏يقـول الامـام علـي عليـه السلام :
(المـرؤ مخبـوءٌ تحـت طـي لسـانـه لا تحـت طيلسـانـه)

وقـال فـي حـديـث آخـر:

( مـا الإِنسـانَ لـو لا اللّـسانُ إِلاّ صُـورَةٌ ممثّلـة أَو بَهَيمَـةٌ مُهمَـلَة )

يقـول علمـاء النفـس أن مـن خـلال اللسـان يستطيعـون أن يعـرفـوا خفـايـا الأمـراض التـي تصيـب الـروح ولهـذا يستجـوبـون مـرضـاهـم ويحثـوهـم علـى كثـرة الكـلام لهـذا الغـرض لمعـالجـة الـرّوح والعقـل والأخـلاق ، فيمكـن للّسـان أن يكشـف لنـا الأفكـار الخبيثـة والأمـراض الـروحيـة
و المفـاسد السلـوكيـة ولأخلاق السّلبيـة النّفسية والتّعقيـدات الإزدواجيـة ، التـي تكمـن فـي ذات الانسـان وتختلـج فـي صـدره ويظهـرهـا عنـد بعـض حـالاتـه لأن اللسـان نـافـذة الـروح ومـا تحمـل مـن افكـار وربّمـا يستغـربهـا البـاقـون.

فـي الآونـة الإخيـرة ومـع قفـزة التكنلـوجيـا وتقـدمهـا، لاحظنـا تغييـراً علـى بعـض الأصعـدة والسـاحـات الفنيـة وخـاصـة فـي الكلمـات المستخـدمـة فـي الأغـانـي الغـربيـة والعـربيـة ونـرى البعـض منهـا ممـزوجـة بـالحـركـات الجسميـة التـي تهـدف لتحـريـك الغـريـزة الحيـوانيـة وطغيـانهـا عنـد المستمـع والمشـاهـد و بـالطبـع سـوف تحظـى عنـد البعـض بـالإستحسـان والإعجـاب ولكن يـا تـرى هـل هـذا يكفـي أن يكـون دليـلاً حتّـى يقـوم بتقليـد هـذا الانحطـاط الخلقـي بعيـداً عـن رسـالـة الشعـر وبقيـة الفنـون وإستعمـلهـا البعـض فـي مجتمـع عـربـي اسـلامـي مثـل اقليـم الأهـواز؟ !!

-هـل مـن الانصـاف أن يقـوم الشـاعـر أو الكـاتـب بخلـع جسـد المـرأة ورسمـه فـي كتـابـاتـه ضمـن وصـفٍ يهـدف للتلـذذ منهـا وكـأنهـا خلقـت لهـذا الغـرض فقـط؟ !!

-هـل هـذا تحـرّر أم انحطـاط و رذيلـة؟

– هـل رسـالـة الشـاعـر والكـاتـب هـو تعـرّي المـرأة أم الـدفـاع عـن كـرامتهـا؟

– مـن منكـم يـا أصحـاب الحميـة يـرضـى لاختـه و زوجتـه أن تشـارك فـي هكـذا مجمـوعـات تتـداول فيها هـذه التفـاهـات؟

– الا يتسبّـب هـذا النـوع مـن النشـر فـي إبعـاد المـرأة وانـزواهـا وعـزلتهـا كمـا قـال أحـدهـم لـلأخـت التـي احتجـت علـى كتـابـاتـه الخليعـة اثـر حيـاءهـا وعفتهـا بـأنـكِ لسـتِ مجبـرة بـالمشـاركـة إن لـم تقبلـي هكـذا نشـر أدبـي!!!

-الا تـوجـد عنـدنـا مـن المعضـلات والسلبيـات فـي مجتمعنـا والحقـوق الضـائعـة حيـث تستحـق الاهتمـام والكتـابـةغ مـن أجلهـا؟

– أي رسـالـة وخـدمـة ثقـافيـة قـدمتهـا فـي هـذه الكلمـات المنحطـة خُلقيـاً وأنـت تحـاول أن تقلّـد فـلان شـاعـر سمّـي بشـاعـر المـرأة ولـم تنتبـه للأختـلافـات الاجتمـاعيـة، لـن يكون دليـلا أو بـرهـانـا بـأن يحـقّ لـي ممـارسـة مـا مـارسـه غيـري فـي بقعـة أخـرى مـن الكـرة الأرضيـة وأتخـذه أسـوة لـي وحجـة لمـن يعـارضنـي؟!!

بـأي إنجـاز تتبختـر وتفتخـر حيـث جئـت تنقـل كتـابتـك بـإعتـزاز لتتبـاهـى بهـا وهـي عبـارة عـن كلمـات خليعـة لا تـرضـاهـا لعـرضـك متنـاسيـاً حضـور أخـريـات مـن بنـات شعبـك وأرضـك و بلـدك، أيـن غيـرتـك يـا تـرى؟؟

لمـاذا أحـدهـم يقـوم بكتـابـة ونشـر مقـال عـن بنـت الأهـواز مملـوء بـإشـارات منحطـة وتمـس الشـرف، كـل ذنبهـا أن قـامـت بتقـديـم اعتـراضهـا علـى احـدى كتـابـاتـه الخليعـة التـي يصـف ممـارستـه للجنـس فـي خيـالـه مـع فتـاة مـن دولـة عـربيـة ، وكـأنّ بنـت الأهـواز استشكلـت علـى آيـة مـن القرآن وارتـدت عـن دينـها فنهـال عليهـا شتمـا واستهـزائـاً وتجـريحـاً و أهـانـة بكـل معـانيهـا؟

– هـل هذا احتـرامـك للمـرأة الأهـوازيـة وتقـديسـك للسـاحـة الأدبيـة يـا أديـب أم تنكيـلاً بهـا لتجعلهـا فـي ريـب وخـوف حتّـى لا يعلـوا صـوتهـا أو تبـدي رأيهـا حتـى فـي الأمـور التـي تمـسّ كـرامتهـا وشـرفهـا وهـي تستمـع لأهـانـاتـك صـامـة فـي حيـرة مـن أمـرهـا بعـدمـا رأت الكـل صـامتـاً والبعـض يصفّـق للتفـاهـات وحتّـى النسـاء مـن صنفهـا لـم يقلـن الا الصمـت خـوفـاً أن يصيبهـن مـا أصـاب رفيقتهـن ويقـف الكـاتـب منتفخـاً مسـروراً لمـا حقّـق مـن نصـر فـي سـاحـة قتـالـه ضـد امـرأة لا حـول لهـا ولا قـوة!!

هـل هـذه كـل رجـولتكـم أم احتفظتـم بشـيءٍ منهـا لبقيـة الأهـوازيـات التـي ربمـا سيعلـو لهـن صـوت أو صـرخـة استنكـار!!

كـلامـي لـم يكـن عتـابـاً مـع شخـص أهـان أخـتاً عـربيـة أهـوازيـة لأنّ العتـب يكثيـر لهكـذا أنـاس إنمـا أريـد أن أخبـرهـم أنّ اهـانـاتهـم لـم تختـص ببنـت عـربيـة أديبـة فحسـب إنمـا تمـسّ كـرامـة وشـرف كـل ذي شـرف وعـربـي غيـور ، وهنـا دعـونـي أبـدي عتـابـى لبعـض مـن سمـع أو قـرأ ولـزم السكـوت وسـاهـم فـي سكـوتـه بتجـريـح السـاحـة الأدبيـة والمجتمـع الأهـوازي عـامـة والقلـم النسـوي خـاصـة حيـث أصـابـه احبـاط وجمـود وذهـول .

ونتسـائل لمـاذا هذا التنـاقـض فـي الشعـارات ؟

كيـف يكتبـون ويـدعـون لحـريـة المـرأة فـي تعبيـرهـا وهـا هـم يـرهبـونهـا ويعـرضـون كـرامتهـا لسـوء الظـنّ والطعـن عنـدمـا تسجـل رأيهـا مخـالفـاً لـرأيهـم بعـد مـا أحسـت بـإحـراج وحيـاء بسبـب نشـر خليـع!!

كيـف يمكـن ان يـرفعـوا شعـار احتـرام حقـوق المـرأة بيـدَ ويضعـوا يـداً أخـرى علـى حنجـرتهـا ليسكتـوهـا لـلأبـد، ويتعـاملـون معهـا وكـأنهـا خلقـت لتـرضـي اهـواءهـم ولا تخـالفهـم أبـداً مهمـا تعلـق الأمـر وكـان!!!
علـى المجتمـع الـذي يـروم أن يسمـو نحـو الازدهـار والتقـدم أن ينظـر للمـرأة بعيـن الإنسـان السـامـي والجـزأ الأسـاسـي لأركـان المجتمـع لتتضـح حقيقـة تكـاملهـا وحقـوقهـا و حـريتهـا علـى أرض الـواقـع ولا تكـن مجـرد شعـارات تنـاقـض افعـالهـم .

أنـا جمعـت أدلـة كثيـر بمسـاعـدة بعـض الأخـوات مـن بعـض التفـاهـات ومـا تعـرضـن مـن تجـاوزات لحـريمهـن الخـاص مـن هـؤلاء وعلـى استعـداد أن أرد بقلمـي والـدليـل القـاطـع لأي شخـص يشعـر بـأن دفـاعـي عـن بنـت الأهـواز تعـرضـاً منـي لسـاحتـه، فمهمـا تطلـب الأمـر أنـا علـى أهـب استعـداد لـذلـك وسـوف يكـون أمـام الجميـع وليـس بـالخـاص، فـإذا سكـت غيـري لتجـريـح كـرامـة السـاحـة الأدبيـة والبنـت الأهـوازيـة، فـأنـا لـن أسكـت حتّـى أعـرّي البعـض واكشفهـم علـى حقيقتهـم وعليهـم أن يتـركـوا السـاحـة الثقـافيـة إن لـم يـزل، يحتفظـوا بشـيء بسيـط مـن كـرامتهـم.
???????

احمـــ العتيقـي ـــد

#

اشتراک این خبر در :