1. كنا قد ذكرنا في الجزء الماضي ما قدمته جهود إلاهوازيين و على رأسهم أبناء الفلاحية من إصدار بضعة من المعاجم اللغوية العربية بيد أنها لم تنته بعد فآخر ما قدمه الأستاذ عبدالامير حسوني زاده الشويكي هو كتاب”موسوعة اللهجة الأهوازية” تلك الموسوعة التي جمعت و ضمت بين دفتيها أكثر من ۹۴۰۰ مفردة و كلمة عربية عامية، ولم يدع المؤلف شاردة ولا واردة من المفردات الشعبية إلا و فصلها تفصيلا مفصلا بالشرح و التعريف و بمصاديق من الأمثلة الشعبية و الأشعار العامية وحتى الألغاز و الحزورات ولا ننس أيضاً أن نشيد بجهود المهندس اسكندر مزرعه المتواصلة في هذا السياق لشرح المفردات الشعبية المهجورة عبر نشرها في شبكات التواصل والتي تستحق أن تنشر في كتاب خاص بغية الحفاظ عليها من غبار الضياع و الاندثار و لابد أن نشير أن أول من قام بدراسة اللهجة الأهوازية و جذورها الفصحى هو الدكتور عاطي عبيات في أطروحته الجامعية”اشراقة التأصيل في اللهجة الأهوازية” والتي تعود لحوالي أكثر من عقد من الآن.
    و للدكتور عادل الحيدري كتابا مشابها بعنوان” فصاحة اللهجة الأهوازية” و آخرا بعنوان” الف سؤال و سؤال عن اللغة العربية” لم يطبعا بعد.
    و قد دخل الناقد والباحث الدكتور رسول بلاوي لهذا الموضوع من باب آخر ليكن اول من درس التشكيلة الصرفية و النحوية للهجة الأهوازية بشكلٍ علمي و آكاديمي في كتابيه:
    ۱-ساختارهاي صرفي درگویش عربي خوزستان
    ۲-ساختارهای نحوی در گویش عربی خوزستان
    و قبل بضعة سنين نشر الدكتور محمد جواد إسماعيل الغانمي-الاستاذ في جامعة عبادان- كتابا بعنوان”فرهنگ ألفاظ فارسی در زبان عربی خوزستان” لیبین فیه حجم المفردات والألفاظ الفارسية الدخيلة في اللهجة الأهوازية المعاصرة إثر التعايش الطويل بين هذين الشعبين و تأثير الإعلام و القنوات طوال عقود من الزمن، محذراً بشكل أو بآخر للمخاطر الناجمة جراء هذا الأمر مثلما حصل للعربية في باقي أنحاء إيران و محوهم و صهرهم كاملة في بوتقة الثقافات الأخرى. و يأتي هذا الكتاب بعد أن بين لنا” أحمد كعبي فلاحية” المفردات الإنجليزية و الهندية في كلام ساكني مدينة عبادان في كتابيه” واژگان هندی در گویش مردم آبادان” و” واژگان انگلیسی در گویش مردم آبادان” متأثرون من كلام العمال الأجانب العاملين في شريكات البترول في تلك المناطق.
    و آخر من دخل هذا الوادي هو الأستاذ”ناجي عبود سواري” و كتابه اللغوي” قاموس المصطلحات اليومية”و الذي وزع منه آلاف النسخ في بضعة شهور بجهود المحبين و مثابرة مؤسسة الهلال الثقافية و هذا التوزيع الواسع و في فترة قصيرة يدل على إهتمام إلاهوازيين في تنقية كلامهم اليومي من المفردات الدخيلة و إن لم يملكوا مرجعاً أو مجمعا لغوياً (فرهنگستان زبان) للقيام بهذا الأمر.
    وهنا أود الإشارة أيضا إلى أبحاث ودراسات بعض الأساتذة و علی رأسهم الباحثين حسین فرج الله چعب و توفیق نصاري حول المفردات الآكدية و السومرية و غيرهما من اللغات السامية و خاصة المتعلقة بحضارات بين النهرين القديمة و التي بقت متداولة عند إلاهوازيين و إن مر عليها عشرات القرون و آلاف العقود والسنين و إذا ما نشرت و طبعت هذه الدراسات في كتاب أو معجم ما فإنها ستبين لنا نقطتين عظيمتين كما قال قبلي المؤرخ حسين فرج الله و هما:
    غناء اللهجة الأهوازية المعاصرة و اصالتها و أيضاً حضور العرب التاريخي و تواجدهم القديم على هذه البقعة الأرضية خلافاً لما يطرح ويشاع هنا و هناك و وصفهم بالمهاجرين أو المبعدين من بلدان أخر.
    و في ختام هذا الجزء المتعلق بالمعاجم نستذكر معا المترجم و الباحث الاهوازي الراحل”كاظم برگ نیسی” والذي كان يعد المراحل الأخيرة لنشر قاموس عربي- فارسي بعد عناء طويل إلا أن الأجل حال دون إكمال و إنتشار هذا الكتاب و لايعرف مصير هذا القاموس بعد ما حل بصاحبه من ذهاب أبدي لعالم آخر………..
    يتبع. …………………………..
#

اشتراک این خبر در :