تقریر: هناء مهتاب

الصور: عدنان مجدم

 

يــــا هضيمه العمر ذوبـــــل و الأمـــل لفتّه غيمه …

 

رحل قائلها و ها نحن نحیي ذکراه  استاذاً و علماً من اعلام الأدب الذی اتحفنا بأرق المشاعر الصادقه. انه الشیخ الدیراوی الذی عهدناه فقیهاً بأمور دینه و ‌دنیاه و رقیقاً بأبهی الصور الشعریة المعبره. جمع شاعرنا التجارب و الأحاسیس و العادات و التقالید و صار ینشدها سمفونیة تدق علی احساسنا و صار شعره مثالاً  للحکمة و الموعظة و العتب الهادف.

إجتمعنا بجهود جمع من النشطاء الثقافي و الأدبي بقاعة آفتاب مساء يوم الجمعة الموافق من  ۱۴ خرداد ۱۳۹۵ للهجرة الشمسية، لنتذکر و نتعلم و نتعاهد مع الشيخ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻙ ﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺘﻠﻘﺎﻩ ﺣﺒﺎً ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﺃﺳﻤﺎﻋﻨﺎ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧﻨﺎ ﻭﻧﻔﻮﺳﻨﺎ؛ لنتذکر هذا الصرح العملاق و نتعلم مما افنی عمره المفید سعیاً لبلوغه و نتعاهد لسلوک و‌ ادامة هذا الدرب و الخط الذی رسمه لنا. ﻫﻜﺬﺍ  هي سنة الحياة ﻓﻲ ﺣﻀرة ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻧﺴﺘﻌﻴﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻣﺎ ﺃﻛﺒﺮﻫﺎ ﻭﺃﺟﻠّﻬﺎ و هل ﻧﺤﻦ ﻣﺎﺿﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ؟ ﺃﻡ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻌﻴﺪ ﺗﺸﻜﻴﻞ ذﺍﺗﻬﺎ، ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻀﺎﺭﺓ ﻭﺑﻬﺎﺀاً ﻭﺟﻤﺎﻻً؟ و ﻫﻞ  يستطيع الموت أن ﻳﺨﻄﻒ رحيق وجود ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ  ﺑﺮﻳﻘﻬﺎ، ﺃﻡ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﻓﻲ ثنايا القلوب تخلد؟ ﺇﻧﻬﺎ لحكمةﺍﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ لا شك و لا ريب.

 

رحمك الله يا شيخنا الديراوي كلنا ثقة ﺑﺄﻧﻚ ﻣﻸﺕ ﻫﺬﺍ الوطن حبا  ﺑﺮﻭﺣﻚ الطاهرة   ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻣﻸﺗَﻪ ﺑﺼﻮﺗﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺪﺡ عشقا لهذه الارض ﻟﻴﺠﺪ ﺻﺪﺍها ﻓﻲ ﺍﻷﻋﺎﻟﻲ. ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺻﻮﺭﺗﻚ ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﻭﻛﺄﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺮﺣﻞ، نشعر  ﺑﺮﻭﺣﻚ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻨﻘﻴﺔ ﺗﻄﻮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ. ﺑﺼﻮﺗﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺭﻉ ﻳﺎسمينة للوطن ، ﺑﻴﺪﻳﻚ اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺘﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺗﻨﺸﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺗﺎﺭ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﺭﻭﻉ ﺃﻟﺤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎً‏. … ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﻻ يسعني إﻻ ﺍﻥ أشكر جهد  ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﻴﻦ لهذا الحفل التأبيني، ﺁﻣﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃن ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻘﻖ أهدافه الا و هو إحياء ذكرى هذا الفقيد الكبير.

 

ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻗﻮﻡ ﺇﻥ ﺑﻨﻮﺍ ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ ﺍﻟﺒﻨﺎء

ﻭﺇﻥ ﻋﺎﻫﺪﻭﺍ ﺃﻭﻓﻮﺍ ﻭﺇﻥ ﻋﻘﺪﻭﺍ ﺷﺪﻭﺍ

ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﺀ ﻓﻴﻬﻢ ﺟﺰﻭﺍ ﺑﻬﺎ

ﻭﺇﻥ ﺃﻧﻌﻤﻮﺍ ﻻ ﻛﺪﺭﻭﻫﺎ ﻭﻻ ﻛﺪﻭﺍ

 

#

اشتراک این خبر در :