الطفل الاهوازي ،لغة الام ،و التمسك بناصيتها 

إذ إجتمعت ﺷﺎﻋﺮة ﻭ رسامة ﺗﺮﻯ لوحة فنية فيها مجموعة من العصافير تحلق وتزقزق كي تبعث الفرح والسرور في قلوب البراعم الذين اختصت المناسبة بهم .
منذ الصغر و ﻗﺎﻟﺖ لنا ﺃﺭﺟﻮﺣﺔ الحياة قصصاً عن لسان اجدادنا ﺃﻥ الدنيا و أقدارها ﻫﻜﺬﺍ ﻣﺜﻠﻲ ،ﺻﻌﻮﺩ ﻭﻫﺒﻮﻁ ..كبرنا و بقى في الذاكرة الحب و الحنين لتلك الأيام و القصص الجميلة التي تناغي قلوبنا كل حين .

هذا وحضر مساء الثلاثاء الموافق لـ ۱۱ذوالحجة / ۲۳ شهریور في مدینة الأهواز و تحديدا في دائرة الثقافة و الإرشاد محبو الكتب و الفن و عدد من أساتذة الادب العربي و الشعراء و نشطاء الثقافة في حفل توقيع وتكريم أول كتاب عربي في مجال أدب الطفل الذي نحن بأمس الحاجة اليه..

“یا اللابسة أحلی فستان” هو عنوان كتاب للأطفال للكاتبة و الشاعرة سيدة سمية مشعشعي. مولود جديد بساحة الكتب الأهوازية الذي يتضمن قصصا قصيرة في قالب اشعار شعبية وفصحى جميلة.
كان هناك كلمة و تعليق من الحضور مثل : الأستاذ المورخ حميد طرفي و الناشط الثقافي احمد جعفري ماجد و ممثل جمعية ” ان جي او الفانوس” السيد رضا فريدوني و الرسامة المميزه فاطمة سجيراتي في هذا الحفل وباركو ا هذا العمل وأشادوا به.

و من أهم التعليقات التي جاءت في هذا الحفل البهيج كلمة لسيدة الرسامة سهام سجيراتي كما قامت بتحليل وجيز لطبيعة الرسم و اشكالها عند الأطفال و تحديدا اطفال ذوي الحالات الخاصة في دار الرعاية، و شرحت لنا علل و اسباب انواع الرسم و التعبير عن المعاناة التي يحملونها بداخلهم.

ثم تلتها كلمة الأديب الأستاذ ياسر زابيه حيث بارك للشاعرة إنجازها الأدبي وتكلم عن تعريف أدب الطفل وعدّه فنّاً أدبياً يشمل مجموعة فعاليات شعرية ونثرية هدفها روح وخيال الطفل ،وتكلم ايضا عن سابقة ادب الطفل وظهوره عالمياً في القرن السابع عشر الميلادي حتي إزدهاره في منتصف القرن العشرين وذكر كتاب إميل لجان جاك روسو وتطرق الى نشأة هذا النوع من الأدب في العالم العربي وظهوره في عناوين الكتب والمجلات والمقالات واشارات احمد شوقي في مقدمة ديوانه( الشوقيات) ،وأشار الي شخصيات مثل الهراوي والكيلاني الذي يعد من روّاد هذا النوع من الأدب وأشار ايضا الى كتاب سندباد البحري في هذا المجال ، و صرح بأننا بأمس الحاجة الى كتب للأطفال باللغة العربية لأن اللغة العربية تشكّل العمود الفقري للهوية الأهوازية وأشار الى أننا لسنا ضد تعلم الأطفال لغات غير لغتهم ولكن شريطة أن يتعلموا ويتقنوا اولاً لغة الأم اي لغتهم التي ينتمون اليها حتݐى يستطيعوا أن يحافظوا من البداية عليها وعلى هويتهم وأن تزدهر مواهبهم ،وختم كلامه بسؤال وجهه للكاتبة :بما أن هدف ادب الطفل هما روح وخيال الطفل هل استطاع هذا الكتاب أن يغذى روح وخيال الطفل الأهوازي ؟

و في ختام هذا الحفل تبرعت الكاتبة سيدة مشعشعي بكمية من كتابها لصالح مؤسسة سواعد الإخاء الخيرية كي يكون في حقيبة اطفال الفقراء ضمن حملة مساعدة المؤسسة في العام الدراسي الجديد لتكون خطوة ايجابية مثمرة في سبيل توعية و اعتزاز الطفل الأهوازي تجاه لغة الأم…

تصویر: عدنان مجدم

اشتراک این خبر در :