رحلة التحدي / حوار مع الشاعرة هناء مهتاب
ﻛﻮﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺖِ كقنديل نور ساطع ﻭثريّات ﺗﻮﻗﺪُ شموﻉ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭتبعثُ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮة ﻭﺍﻟﺘَّﺎﺭﻳﺦ ﻓﺼﻮﻻً ﻣﻦ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻔﻀﺎئل و الأخلاق و العفة الإسلامية كي في ﺭوضاتكِ تُزهر الأفراح و تشرق الآمال الواعدة… هذه رسالتها للمرأة الأهوازیة.
إهتمامها و جهدها لمنزلة المرأة العربية الأهوازية و إثبات وجودها رغم كل المعاناة والعوائق معروف لدی الجمیع وکما تقول هيَ: ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻫﻮ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺒﺬﺭﺓ ﻻ ﺗﺮﻯ النور وهاجاً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ تشقَّ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻃﻮﻳﻼ يمتدُّ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ في أرض صخرية ﺻﻠﺒﺔ… هذا ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻔﺎحاً حقيقيًّا ﺇﻻ ﺑﻤﻜﺎﺑﺪﺓ عطش الرّوح للمعرفة ﻭﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺎﻕّ ﺍلوعر ﻭﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﺼَّﺨﺮ وتحمل ﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ واحدة تلو الأخرى لتحقيق الأهداف المنشودة
في اول ایام الخریف بأجواء یسودها الهدوء، التقیت بالشاعرة الأهوازية التي تبلورت من خلال النصوص النثرية الجميلة، ونشرت اخیراً مجموعة هدنة مع الرّوح، السيدة هناء مهتاب.اجری الحوار: حمزة سلمان پور
أهلًا بك سيدة هناء ويسعدني أن أقوم بإجراء هذا الحوار مع شخصيتكم الكريمة.
- بداية رحلة كل شخصية من الشخصيات سواء أكان كاتبًا أم شاعرًا أم رسّامًا أو في مجالاتٍ أخرى، هي بمثابة قراءةٍ لسِجِلّ ميلاده، .. كيف بدأت هناء مهتاب رحلتها مع النثر؟
فكرة ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺗﺸﺘّت ﻋﻘﻠﻲ. ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻴﻒ و متى ﺗﺤﻮﻟﺖ هذه الفكرة ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻌﺪ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻲ، ﺇذا نَأَتْ عني ﺷﻌﺮﺕُ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻳﻮﺍﺳﻴﻨﻲ، ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺒﺆﺱ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻴﻨﻲ وبينها. ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻭ ﺍﻷﻛﺒﺮ للوصول إلى قمة السعادة؟ كهذه الأسئلة كانت تدور بذهني كلما قرأت أعمال كبار الأدب و التاريخ. ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ يحلّق ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪًا ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ و يخلق آثارًا تخلّد في الذاكرة. كنت دائمًا أحفّزُ نفسي كأحد أهم كُتّاب وطني وإن كنت قد توقفت عن رحلة الدراسة و الإنشغال بواجبات البيت و الزوج والحياة بشكل عام ، إنما كل ليلة أعبر عن أحاسيسي بشكل كلمات عشوائية بمذكرتي الخاصة تارة قصص خيالية و تارة نصوص نثر في غالب الأحيان حوار مع النفس. في الواقع نحن كمحبي الرسم بالكلمات ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻜّﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ أو ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺷﻬﻲٌّ ﻭﻣﺜﻴﺮ كي نعيد ﺗﻮﺍﺯننا ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ.
ﺇﻧﻨﺎ ﻣﻌﻬﺎ نسافر ونتيه ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ أحياناً. ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ يا سيدي ﻣﺮﺽ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ أتمنى أن لا أشفىٰ منه أبداً..
- ما هي أبرز الشخصيات التي تأثرتِ بها حين دخلتِ عالم النثر ؟ ومن كان مَثَلُكِ الأعلى في الرسم بالكلمات تلجأين إليه حين تشعرين بعقبة في طريقك؟
التأثر بأعمال الشخصيات البارزة في مجال الأدب لربما يكون الدافع الأهم للكاتب كي يشق طريقه نحو تحقيق أحلامه. لكنني تأثرت بسيرة حياتهم الشخصية قبل أعمالهم، كجبران خليل جبران وطه حسين و نجيب محفوظ و غيرهم.
هذا ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻫﻮ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺒﺬﺭﺓ ﻻ ﺗﺮﻯ النور وهاجاً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ تشقَّ ﻃﺮﻳﻘﺎً ﻃﻮﻳﻼ يمتدُّ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ في أرض صخرية ﺻﻠﺒﺔ. هذا ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻔﺎحاً حقيقيًّا ﺇﻻ ﺑﻤﻜﺎﺑﺪﺓ عطش الرّوح للمعرفة ﻭﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺎﻕّ ﺍلوعر ﻭﺗﻔﺘﻴﺖ ﺍﻟﺼَّﺨﺮ وتحمل ﺍﻟﻬﺰﺍﺋﻢ واحدة تلو الأخرى لتحقيق الأهداف المنشودة.
ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍلمضني ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻤﻸ قلبي ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ وﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻻﻋﺘﺰﺍﺯ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ
ﻭﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ القادم.
ﺷﺘّاﻥ ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ليجدوا ﺍلأبواب ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﺸﺮَّعةً لتحقيق ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻤَّﻠﻮﺍ ﺳﻌﻴﺮ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺃﻭ ﺗﺼﻬﺮﻫﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ ﻓﺘﺼﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺍلمضيّ قُدُمًا ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻴﺠﺪﻭﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺷﺎئكاً صعباً. إنما يضطرون ﺇﻟﻰ إزاحة ﺍلعوائق و المشاكل و
حينها يطرقون ﺃﻟﻒ ﺑﺎﺏ ﻭﺷﻖِّ ﺃﻟﻒ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺻﻌﺒﺎً ﻭﻗﺎهراً ﻭﻣﺴﺘﺤﻴﻼ. فلجبران خليل دوراً هاماً في حياتي بكل معطياته الأدبية و الشخصية و كأنما ﻛﻼﻧﺎ ﺃﺭﺍﻕَ ﺩﻣﻪ ﺍﻟﻘُﺮمزي ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺃﻳَّﺎﻣﻪ…
جميل
ذكرتِ رحلة التحدّي وعلى إثْرِها أودّ أن أسأل:
- بما أننا نشأنا ضمن مجتمعٍ قاس بأشكاله العُرفيّة، فكيف واجهتِ تيّاره المعاكس ومن رافقوكِ في رحلة التحدّي هذه؟
بكل جرأة و صراحة تامة، أرخيتُ ﺍﻟﺮِّﺑﺎﻁ ﻭحطّمت ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ﻭﺍﻷﻏﻼﻝ ﻭفكّكتُ ﻗﻴﻮﺩَ المجتمع من معصمي ، ﻓﺎنطلقتُ ﺣُﺮّةً طليقةً تتنفسُ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ من أعماق الأعماق بنفسي دون الآخر. لم أتلقِ أيًّا من أشكال المساعدة والدّعم المعنوي والرّوحي، إنما كوّنت نفسي بنفسي بكل ما تملكه المرأة الأهوازية من فخر و اعتزاز..
- هل تستاء عائلتُك ( الوالدين ) أو أسرتك ( زوجك وأبناؤك )، حين تنفردين بنفسك ساعة الكتابة ؟.. وكيف تفرزين بين واجباتك كزوجة وأمّ وبين واجبك ككاتبة؟
ﻛﻞ إنسان ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻤﻨﻈﻮﺭﻩ الخاص و إنَّ النجاح الحقيقي ليس من تبع هوايته الخاصة بأي ثمنٍ كان، ﻭلربما في مسيرة الحياة الزوجية ﺗﺘﻮﺍﻓﻖﺍﻷﺣﻼﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ يكون الهدف واحد ولكنني كنت صاحبة هدف مختلف في عائلتي وبصفتي زوجة و أم ،أحمل على عاتقي ما هو أهم و أكبر من هوايتي الخاصة. لا محل للتضحية بهما أبداً تحت أي مسماة كانت. فالنجاح الحقيقي هو إسعاد أهلي قبل كل شيء . فتوفيق و نجاح ولدي بمراحل الحياة و المهنة وحتى الزواج هو بمثابة وقود نافعة لمجتمعي وشعبي. لهذا كان و ما زال أول همّي هي أسرتي الصغيرة، ولله الحمد استطعت بقوة الإيمان ﻭﺍﻟﺠﻬﺪ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮﺓ أشارك زوجي في أن نوصلها ﻟﺒﺮّ ﺍلأﻣﺎﻥ و من ثم تفرغت لمتابعة دراستي و هواية الكتابة ﻭحقاً أشعرُ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ أرى ﺟﻬﺪي ﻭﻣﺎ أﺛﻤﺮ ﻋﻨﻪ طيلة هذه السنوات..
- أغلب بل كل الكتّاب والشعراء وغيرهم من أصحاب القلم يواجهون انتقادات تكون في بعض الأحيان لاذعة ، هل واجهت النقد ؟.. وما هو شعورك حين تسمعين أصواتًا مناوئة لك؟
عندما نضجت لدي الأفكار والقليل من موهبة كتابة الشعر وكنت على استعداد ما لديّ من متاع بهذا الوادي الوسيع أي بستان الشعر، تعرفت على مرحلة جديدة و حساسة، ألا و هي مرحلة النقد.
يقال أن دكتور ﻋﺰّ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ عبدالغني الذي كان رئيساً للجمعية المصرية النقدّية ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭﻩ ﻭﺟﻬﺎً ﻟﻮﺟﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﺭ في ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﺴﻦ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺎﺱ قالَ : “ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻟﻴﺲ ﻣﻄﻴَّﺔً ﺩﻟﻮﻻً ﻟﻜﻞِّ ﻣَﻦ ﺃَﻣﺴﻚ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ، ﻭﺃﻧَّﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌَﻜﺲ يحتاج ﺇﻟﻰ تأﻫﻴﻞ طوﻳﻞ ﻭخبرة ﻭﺍسعة ﻭﻣُﻤﺎﺭسة مضنية” !
مع ذلك برأيي المتواضع ليس ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ يمنع ﻣﻤﺎﺭﺳَﺔ ﺍلنقد بغاية البناء ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ شرط ﻻﺯم للناقد إلا أن عمل النقد يجب أن يصدر من الحاذق ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻧﻪ و فنّه. إنما المطلوب أن يكون بصورة علمية إبداعية تعاملاً مع النص و ليس الشخص نفسع ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻗّﺮ ﻗﻠﻤﻪ ﻭﻳﻌﻠﻮ ﻋﻦ ﺳﻔﺎﺳﻒ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺻﻨﻴﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ، ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻞ ﻓﻘﺪ ﻓَﻘِﻪ.
إنما ﺃﻗﻮﻯ ﻧﻘﺪٍ هو ﻣﺎ أن ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜّﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﻓﺎﻟﻨﺎﻗﺪ ﺇﺫﺍ ﻓﻜَّﺮ ﺗﻔﻜّﻴﺮﺍً ﺩﻗﻴﻘﺎً، ﻭﺷﻌﺮ ﺷﻌﻮﺭﺍً ﻋﻤﻴﻘﺎً ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﻧﻘﺪﻩ بل يخدم النص و صاحبه.
وأنا لكوني لا أملك شهادة في الأدب العربي و قلة معرفتي بالصرف و النحو، فهناك دائمًا هفوات كثيرة تصدر مني في نصوصي للأسف . وواجهت نقداً لاذعاً منها المفيد و منها الجارح احيانًا. أحاول أن أرفع من النقوصات . أرحب بمن يريد الإفادة بكل رحابة صدر..
- لنبتعد عن النقد الذي يكون قاسيًا في بعض الأحيان وندخل فيما هو أقسىٰ قليلًا: نُقلت لكِ أبياتًا وقد نشرتها مسبقًا بعنوان “أرض الكرامة” التي تتكلم عن قضية فلسطين،
وهناك من يتّهمك بسرقتِها من شاعرة فلسطينية ، كيف جرى الأمر ؟ وما هي حقيقة هذه الاتهامات ؟
نحن نكتب لنرسم خطوط بصمتنا ولنضع حدوداً جغرافيَّة لقلمنا ونختارُ ألواننا الخاصة لها كي تخرج للوجود سطوراً تملأُ فراغات الأفكار و تَبعث للعالم بضعة من إنتاج ثقافتنا و هويتنا و موهبتنا، لربما بعد مخاضٍ عسير نشقى بحمله فيحمله عنا القلم الصادق بلغةٍ تخاطب الضمائر و تشحذ الأذهان. إذن لابد و أن يكون نزيه بلا شائبة و تزوير و من حق أي مجتمع أن يطمئن على هذا الأمر.
إنما في الأوانة الأخيرة أصبح هذا التوجية غاية للنفوس محبة للجدل و لربما تصفية حسابات شخصية.
في الماضي القريب أيضاً أتهمت بسرقة كلمات لشاعر سوداني و عنوان القصيدة هي “الوطن و جوع الذاكرة”. بعد متابعة متواصلة وعنيدة و إصراري للحوار مع الشاعر نفسه ،بان لنا أن لا وجود لهكذا شخصية بتاتاً و بعد استلام رسالتي أقفل كل طرق التواصل. و ظهرت لنا الصفحة المزّيفة من داخل البلد. عرضت أدّلتي أمام كل من يهمه الأمر ومع قناعتهم للموضوع لم يتفوه أحدٌ بكلمةٍ اعتذارًا لي و كأن لاشيء أمامي سوى جدار الصمت .
أما بالنسبة لقصيدة أرض الكرامة ،فهناك متابعة جادة مني لتعلّم الأوزان و بحور الشعر كي أستمتع بهذا الوادي …كما يقال أن أجمل ما يعبّر عن الأحاسيس هو الشعر بصورته الأصلية أي الموزونة. كانت لي محاولات عدة تحت إشراف أساتذة الشعر الفصيح الموزون ك سماحة الأستاذ الدكتور عباس الطائي و الاستاذ عدنان الغزي و بعض الشعراء الشباب. نشرت قصيدة أرض الكرامة بصورة غير منظمة في نوفمبر ۲۰۱۴
بصفحتي الخاصة في الفيسبوك لترونه عبر هذا الرابط بصورتها قبل التصحيح النهائي.و بعد التصحيح و كتابتها على بحر البسيط تم نشرها بالمواقع و الغرف المجازية.
الشاعرة سوسن داوودي صاحبة ديوان “مزن الغياب” تارة ذكر اسمها أنها إماراتية و تارةً فلسطينة لم و لن نشاهد كلمات أرض الكرامة بديوانها أو أي صفحة تحمل اسمها .و أما الصورة المرفقة جنب كلمات قصيدتي نُشرت في سبتامبر عام ۲۰۱۵ في إحدىٰ المنتديات. لا زال البحث و الوصول للشاعرة مستمر من قبل الاساتذة و من هنا أعلن إذا كانت هناك أدلة تثبت ملكية القصيدة لهذه الشاعرة سأقدم اعتذاري لها أولاً و من ثم أساتذي الكرام في ساحة الادب و الشعر .
و لكن أصحاب الأقلام المسيئة،؛!!! لا شك أن لا ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ أنهم في قاع الخطيئة
ﻭنفوسهم ﻻتعترف ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ هدى ﻭﺇﻥ استبانت ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ الأدلة ﺍﻟﻘﺎطعة و البراهين المبينة. ﺑﻞ ويطلقون العنان لغاياتهم المخزية و المهينة لساحة الوطن أولاً و من ثم لمجتمع الأدب و الثقافة . يرسلون أحكامهم السقيمة بلا رادع و يسمحون لشطحاتهم بالإنفلات عن الطوق و خرق ما لا يجوز خرقه ﻭﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻓﻲ غياهب الخذلان .
- ما هو سرّ نجاحك ؟
إن كان هناك نجاحاً هو أولاً و أخيراً من فضل رب العالمين ومن ثم إهتمامي و جهدي لمنزلة المرأة العربية الأهوازية و إثبات وجودها رغم كل المعاناة والعوائق. من هذا المنطلق أقدم رسالتي لأختي و بنتي الأهوازية: ﻛﻮﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺖِ كقنديل نور ساطع ﻭثريّات ﺗﻮﻗﺪُ شموﻉ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭتبعثُ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮة ﻭﺍﻟﺘَّﺎﺭﻳﺦ ﻓﺼﻮﻻً ﻣﻦ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻔﻀﺎئل و الأخلاق و العفة الإسلامية كي في ﺭوضاتكِ تُزهر الأفراح و تشرق الآمال الواعدة…
٨- بعد ديوان هدنة مع الرّوح ، ما هو إصدارك الجديد ؟
عندما بدأت بكتابة النصوص النثرية و اُلقيت نجاحًا لا بأس به، بإقتراحٍ من الاخ عبدالمجيد حيادر قبل سنتين تم تجميع النصوص بمجموعة صغيرة متواضعة كي يطبع و يكون عند متناول محبي الشعر و الادب النثري. و بعد سنتين من التدقيق و التنقيح و التنظيم طبعت المجموعة الشعرية عن دار نشر تروا و الحمدلله على إنجاز ذلك.. عملي القادم هو عبارة عن نصوص و رسائل نثرية تعتبر فريدة من نوعها تحت عنوان “عندما يأتي المساء” سيصدر قريبا عن دار نشر القهوة وهو بجهود وإهتمام صاحب الدار الأستاذ عبدالعزيز حمادي بإذن الله تعالى كما أتمنى أن يلاقي النجاح كما (هدنة مع الروح) و يكون عند حسن ظنّ أساتذي و جمهوري الأهوازي الكريم.
- هل لكِ نشاط آخر غير الأدب و الثقافة؟
كما يعلم بعض الأصدقاء كان لي الفخر أن أكون من ضمن فريق المجموعة الخيرية سواعد الإخاء (نداء الكرامة الإنسانية) لما يقارب ثلاث سنوات و كنا بخدمة العوائل المعوزة المتعففة. ولاقت هذه المؤسسة الخيرية نجاحاً باهرا. و اقبالاً كبيراً بين أوساط المجتمع لان نشأت من قلب الشعب المخلص لوطنه. و لكن من هنا و من خلال هذا الحوار أعلن انسحابي و ترك المؤسسة لأسباب شخصية لا أريد البوح بها، متمنية لها و لأهدافها السامية النجاح و التوفيق من الله سبحانه و تعالىٰ…
- ماذا تودّين أن تختمي به نهاية هذا الحوار ، لنا وللقراء والمتابعين ؟
بعد الشكر و التقدير لهذا الإهتمام الإعلامي و جهود الدكتور المجاهد حقا الأستاذ خالد لويمي بشأن الأدباء و شعراء المجتمع الأهوازي، متمنية لموقع مراسلون والقائمين عليه التوفيق و النجاح.
شكرًا لك سيدتي الفاضلة ..
كان حوارًا رائعًا أتمنى لك التوفيق و الخير والسداد.. إلى لقاء و حوار آخر استودعكم في رعاية الله..
بعد الشکر والتقدیر ل جهودک یا اختنا الفاضلة هناء المؤمنة الصادقة بالقول والعمل التي عرفناك حق المعرفة وكنت ومازلتي تكونين لنا الامرئة النموذجية العربية الاهوازية التي نفتخر بك و ب قلمك
فهنيئا لك يا اهواز وهنيئا لك يا امة العربية ب وجود هكذا نساء
واما بعد كلماتك الكاملة والشاملة تكفي بل زائدة بحق كل من …….
مافي مجال أن نذكر في هذه الموقع المحترم وفي النهايه اتشكر من جميع اخوتي الكرام في موقع مراسلون واتمنا لكم التوفيق والنجاح