التلميذ في العائلة الأهوازية – بقلم إخلاص طعمة
لاشك أن التلاميذ هم أمل كل شعب و اُمة تحلم بالتطور و الإزدهار، ونظرا لأننا نرغب بالخروج من الواقع المظلم إلی الضوء المبهج بالاصرار على الإنتصار على الظلم والجهل فجأة واحدة، و بما أننا قادمون ایضا على الفصل الدراسي الجديد فأحببت أن أسلط الأضواء علی هذه الفترة و اهميتها في الوقت الراهن .
كما تعلمون إن مرحلة الإبتدائية تعد هي المرحلة الأولى للدراسة و الأساس الذي تبني عليه المراحل التعليمية التالية، كما إن هذه المرحلة تحقق التنمية
في شخصية التلميذ وايضاً تُرَقي عملية التعليم في مراحل التعليم الأخرى التي سيلتحق بها التلميذ بعد انتهاءه من تلك المرحلة و بالنهاية لاننسى بأن مرحلة الإبتدائية توّفر للتلاميذ أساسيات الإنسان كفرد وعضو في المجتمع.
في العام الدراسي هناك عمليات كبيرة وصغيرة تُعمَل من قِبَل وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المدرسة، و تنفق على هذه العملية اموال كثيرة من قِبَل الوزارة، ذلك بأمل أن ينشىء جيل واع و متعلم يحقق آمال الواعدة للناس
بالطبع عمل المدرسة و اموال الوزارة لاتكفي لنجاح هذه العملية بل الدور الأساسي يقع على عاتق العائلة و بالأخص على عاتق الأم (في الأسرة الأهوازية) فيجب أن تهتم و تعمل مايلزم لسبيل دعم ونجاح الطالب خلال العام الدراسي.
ذلك بغض النظر عن دور المدرسه و واجباتها لان بإعتقادي دور المدرسة واضح ومعلوم او ربما يختصر بزاوية خاصة
فعلى سبيل المثال: بإمكان المدرسة أن تجعل صفوف إضافية لتدريس الطلاب و لمراجعة الدروس الماضية و مبادرات ماشابه ذلک لدعم الطلاب.
أما العنصر الأساسي و الأهم بهذه العملية الذي له دوره البارز و الرائد و ايضاً له تاثيره الايجابي والسلبي علي الطالب ونسبة نجاحة كما أشرت مسبقاً هي الأسره وبصورة خاصة الأم
(في العائلة الأهوازية) فمن الواجب إن تخلق جو عاطفي ملئ بالهدوء والإطمئنان وايضاً عليها الإبتعاد من المشاكل لدعم الطالب بهذه الفترة.
تنويه:للأسف في بعض العوائل نرى اهتمامهم في الطالب و درسه كثير جداً لكن ذلك بصورة خاطئة ،حيث العائلة تحرم الطالب من كل شيء (أي ؛اللعب ،الخروج من المنزل، يحرمونه من النقال او التبلت و إلخ…)
فهم يخنقون الطالب بجو الدراسة و هنا سيساهمون بفشله وليس بتفوقه، حيث مهما تفوق بهذه الفترة فعندما يكبر و يصل لمرحلة اكبر و يحس بالحرية فسيبتعد عن الدرس ويكره الدرس و بالأخير الفشل يحكم على حياة الطالب.
بعد تأملي وقرائتي لدراسات وبحوث تناولت المؤثرات والعوامل التي تؤثر بنسبة نجاح التلميذ في الدراسة ، من ضمن الدراسات لفتت نظري دراسة للدكتور أحمد محمود عبدالمطلب (دكتور في أصول التربية ) من دراساته التي تتناول القضايا التربوية استنتجت بأن بإمكاننا تطبيق البعض من هذه الحلول التي قدمها بعد بحثة علی مجتمعه.
سأشير وبصورة بسيطة لبعض الحلول التي لها دور بكيفية دعم ابناءنا التلاميذ و خلق جو ونفسية جيده للإقبال على الدراسة بهذة الفترة الحساسة:
اولاً. علينا أن نتابع نظاماً غذائياً صحياً مع ابناءنا ، و أن يشمل نسبة عالية من البروتين المهم في بناء الذاكرة وتقويتها ليقبلوا نحو الدراسة بذاكرة قوية.
و ايضاً يجب أن نتابع نومهم بدقة ، حيث لا يزداد ولا ينقص عن حد معين، و اذا اقبلوا علي النوم فعلينا أن نوفر لهم الهدوء المطلق والراحة والأمان الكامل حيث النوم العميق والمنظم يساعد علي تقوية الذاكرة وله تأثيراته الايجابية علی نفسية الفرد.كما إن النوم المتأخر له تأثيرات مثل التعب والارهاق و…’
وكذلك له تأثير سلبي علي الذهن .و اعتقد فی مجتمعنا الأهوازي عادة السهر و النوم حتي الظهر رائج إلى حد كبير.
ايضاً بإمكاننا أن نحاول وبقدر ما نستطيع أن نخلق جو هادئ وممتع لأبناءنا و لابأس أن نتبادل معهم القليل من الأحاديث الممتعة والنكت المضحكة مثلا.
لأن الضحك كذلك له دوره الفعال فی تخفيف وطأة الضغوط الناتجة من الدراسة.
بينما هنا في المجتمع الأهوازي يفضل الوالدان أن يبتعدوا عن اطفالهم فهم يعتقدون عندما يضحكون و يتبادلون النكت مع ابناءهم فسينقص احترامهم عند الطفل بينما تفكيرهم خطاء و تبادلهم النكت والمزاح مع الطفل سيقربهم له و يكونوا اصدقاء مع بعض’
يظن الوالدان مقارنة ابناءهم بابناء الآخرين عملیة ايجابية فهم سيقلدون اؤلئك و سينجحون ،لكن هذه الفكرة غير منطقية فيقول الدكتور:
” من الأفضل أن تبتعدوا من مقارنة ابناءكم بأبناء الآخرين أمامهم، لأن ذلك سيولد عندهم عدم الثقة بالنفس و هذا الشيء سيؤدي إلي الفشل “.
و في حوار أجرته مجلة الدعوة مع الأستاذ نزار رمضان مدرب التنمية البشرية بالمملكة العربية السعودية في مايخص البرمجة وقت الدراسة واللعب قال:
” هذه المشكلة عامة بوطننا العربي و هي عدم برمجة الوقت و عدم ممارسة فن و مهارة الفصل بين الأعمال والمتطلبات ، فيدخل الواحد مشاكل العمل بالبيت ويدخل مشاكل البيت بالعمل و هكذا يتعب نفسه و عائلته ولا يحصل على الإطمئنان النفسي “
يقصد الكاتب فی کلامه ان علینا تقسیم وقت التلاميذ مابين اللعب والدرس، حيث يجب أن لا نضغط علی الطفل في الدراسة ولا نجعله يبتعد عن اللعب ،لأن ذلك سيحبس حريته ويجعله يميل للعزلة و كره التعليم.. إذن فعلينا أن نجعل الطفل يأخذ قسطاً من الراحة مابين الحين والآخر لأجل الترويح عن النفس واللعب.
يجدر بالذكر إن من الأفضل أن نوفر مكاناً مخصصاً للتعليم ، حتى بمجرد دخول الطفل اليه يعلم و يحس بقرب وقت المذاكرة و يجب أن لا يضيّع وقته بأشياء أخرى لاتنفع.
و علينا أن نبتعد من معاقبة الطفل بسبب تقصيرة في المذاكرة، فذلك سيجعله يكره الدرس والمذاكرة فی آن واحد -اذن علينا أن نتبع مبدأ التعزيز الايجابي أي نخصص هدية خاصة للطفل إذا حصل على درجة عالية -و ايضاً من الضروري أن نجعل الطفل هو سيد الموقف والقرار أي لانفرض عليه المادة التي نريد منه أن يذاكرها ،إنما يجب أن نجعله يختار المادة التي يحبها هو ليبدأ بها-
فالنكن اصدقاء لأطفالنا؛نتكلم معهم عن المصاعب التي عشناها في صغرنا مع المذاكرة ،و كذلك نخبرهم عن المادة التي نحبها او كنا متفوقين بها’ ونتحدث معهم عن كيفية تغلبنا على المصاعب بالقوة والعزيمة حيث من طبيعة الطفل دوماً يحب تقليد والديه في شتى الأمور.
في النهاية: لا تهملوا اطفالكم و يجب أن تتابعوا وضعهم في المدرسة كما يجب عليكم أن تتواصلوا مع معلميهم بإستمرار لأجل معرفة مستوى اطفالكم الدراسي. في الأخير أتمني النجاح لكل تلميذ و طالب بالدراسة و ان شاءالله یعم العلم والوعي علی مجتمعنا و نحقق آمالنا الواعدة بإذن الله تعالی.
دیدگاهتان را بنویسید