ميبوره (قصه قصيره ) – خالد لويمي
ابوها ماسك يَدَيها من جانب و اختها من جانب آخر. ناس متلهفه للدخول ؛ إبنيه ، تكسر خاطر بعضهم و ذكّرتْ البعض ان يشكروا سلامة الجوارح ؛ البعض يتطلعون عليها بعصبيه ؛ يبدو عطلتهم لحظات لدخول عوالم افراحهم و البعض ، اساساً لم يروا شئ ؛ عمياء ؛ يحرمون الناس حتى بقدرنظره ترحميه اَم كلمه تفقديه ؛ يذكرونهم الناس بعد مرور أعوام ” و لا خير چان فيهم من الله خلگهم لحد عزرائيل دفنهم ” .
نزلت المعوقه ؛ أخذت معها آهات البعض ، ذَکّرَتْ نعمات البعض ، رَيحّتْ البعض وفَكّتْ طريق البعض .
كل عائله اختارت زاويه للجلوس ؛ المهم تشوف البحر ؛ تشوف فرحة الناس وتشوف ذلك الصوب . البصره ، بفاصل كيلومترات ؛ ناس تربطهم ثقافه وسنن ونسب . عساها ابختك يا راسم الحدود ؛ فرقت بنى آدم ؛ ولكن لابأس ؛ العواطف ، تعبر كل السدود والشطوط . كاظم الساهر حين عبر الشط لأجل محبوبته وحطاها على رأسه ؛ كانت مجرد عَبْره رومانسيه ورَجْله لم تُدْخَل
الماء ؛ ولو فى هذه الايام الشطوط لن تغرق أحد والمحبوبه لن تحسب عَبْرة العاشق ؛ شغله خارق العادة والعاشق اذا يقول ” طير حبى كل يوم يطير صوبچ ” افضله واستر .
حسون ، أعطى الإشارة لسائق اللنجه ؛ ” اشعلها عمى ، اشعلها ” الرَكَبَه ، بعضهم اجوا من بلد آخر مجرد للسياحه وبعضهم اجوا من بلد آخر ؛ مجرد للتجديد الخواطر لأنهم من اهل البلد لكن هجرتهم سوالف قابيل وبعضهم اجوا من داخل البلد ؛ مجرد ليقنعوا انفسهم بأن ” ايام گبل يمكن ترجع ؛ ليش لا ؟”
هذا حسون ترتّبت معيشته على شحن اللنجه ؛ فرح ونشاط . يشوف السيّاح ماهى ذائقتهم ؛ يحط اغنيه ؛ يصفق ويرافق المغنى واحياناً يجد من يناصره من الرجال بيزله اَم حبابه تهتف هلهوله ؛ ثواب لأرواح الحزينه الجالسه وذلك الحين تزداد حرارة الفرحة والحيويه فى اللنجه . مسكين مبتلى ؛ بعضهم يريدون چوبيه ، بعضهم عبادى ، بعضهم آغاسى ، بعضهم حاتم العراقى ،بعضهم دُبى دُبى ، بعضهم احمد الكنعانى ؛ مو خوش ورطه . احياناً يرافقه الحظ ، يجدهم متفقين وكلهم على مزاج واحد ؛ اذا صارت هيك ؛ انعامه تزود والكل راضيه حتى راعى اللنجه .
الدنيه ، أقدار ، اَم تصير ملك الجاه والمال اَم تصير ماشئ الحال اَم تصير رفيق االفقر والآه ولكن قضية امثال حسون و چاپلين ، غير قضيه . چاپلين المضحكة حسب تعبير البعض ؛ كان فيلسوف يرتزق من تمثيله ومزحه و حسون المطرب حسب تعبير البعض ؛ لا مرفوع ولا مضبوط الحال بل بنى آدم ،سابقاً كان الزمن يطلب منه اغنيه والآن ، مجرور ، يرتزق من فرحة السيّاح .
تقوم وتقعد ؛ تبتسم وتنقبض ؛ تحكى وتسكت ، حالها يشابه الواجده والفاقده ؛الضايعه و الواصله ؛ تبرز هيجاناتها واحياناً تصفن وتجرى الدموع من أجفانها.
متجاوزة الستين ، انيسة وشكيلة الظاهر ؛ لابسة المانتو ولكن إمشيلة بإحتراف . زوجها ، مثلها ؛ ملتهب ؛ كامرا فى يده ويلتقط الصور من كل شئ ؛ الناس ، الشط ،الزوارق . ميبوره ، ثريه فى هذا الشأن ؛ ذكرياتها ممتلئه من الصور والرسوم الجميله رسخت فى مخيلتها من ايام مضت طفولتها وشبابها فى عبادان النخيل والشط واطيب ناس عاشرتهم ذلك الحين . والآن تريد تحيى خواطرها وتعرف جيداً سوف تواجه صعوبات فى تجسيدها . كيف يصنعون المسلسلات عن مدينتها عبادان ؟ تتألم ميبوره حين ترى ليس لها ولأمثالها حضور فى هذه السناريوهات .
يمكن اخطئت ، يمكن تجاسرت . رأتها تتكلم بحماس عن موطنها ولا كأنها هاجرت و سكنت ديار الغربة لأكثر من عقدين . سألتها الامرأة التى كانت جالسة فى جنبها:
” خاله ، والله عجيب منچ هذا الكلام ؛ عايفه الجنه ؛ عبادان ايام گبل ، راح وانتهى ؛ حاضره ترجعين ؟”
عصّبت ميبوره من اقوال هذه الامرأه ولكن سعت ان تسيطر على احاسيسها ومن جانب آخر لم تكن قادرة لتروى تعقيدات حياتها بعد الهجرة ومسيرة ابنائها الثلاث واهتمامات زوجها الفنيه فى طهران ولكن حاولت تكتفى بعبارات واضحه :
” صخرتى جاهزه مكتوبه ؛ امخليتها عند بيت اختى اب ايستگه سبعه ”
فى هذا الحين ، التفتَ زوجها إلى تلك الامرأة وبإشارة رأسه وعينيه ،اَيّدَ كلام ميبوره .
وادعت حسون بعد ما اَنعمتَه ُ ونزلت ميبوره من اللنجة معوقة الخاطر ولكن لن تجلب الأنظار …
جید جدا ونشکر جهودکم والله بعنکوم انشاالله
احسنت دكتور
لطيف استمتعنا