عمالة أطفال أرض الثروات – بقلم اخلاص طعمة
دشنت منظمة العمل الدولية اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال في عام ۲۰۰۲ لتركيز الاهتمام على مدى إنتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم، والعمل على بذل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة . ففي ۱۲ حزيران/يونيو من كل عام، وهو اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، تجتمع الحكومات وأرباب العمل ومنظمات العمال والمجتمع المدني، فضلا عن الملايين من الناس من مختلف أنحاء العالم، لتسليط الضوء على محنة الأطفال في أماكن العمل وما يمكن القيام به لمساعدتهم. و تبذل جهود لنشر التوعية عن دوائر الفقر و الجهل اللواتي يشكلن باستمرار الإضطرار للجوء الى العمل عند الأطفال لكسب العيش، مما یضيع على الطفل فرصة العيش السليم و التعليم بآنٍ واحد!
إن التعليم هو حق أساسي لجميع الاطفال في العالم ولكن بعد الغاء الحوافز التي تدعم الطالب كي يدرس و يتعلم كباقي اطفال العالم، مثل التمییز والعنصرية في التوظيف وعدم التمتع بالفرص المتاحة في الأعمال الحرة و ظواهر سلبية سائدة في مجتمعنا لا تخفي على الجميع يشاهدهن الطفل الاهوازي منذ ولادته، فعندها لاتكون للطفل رغبة بالدراسة و الشارع يكون هو الملجأ الآمن الوحيد له.
فالطفل يجد العمل رغم صعوبته أسهل من الدراسه باللغة غير لغة امه التي یخاطب بها في البيت و ايضا نظراً للفقر السائد في مجتمعنا و عدم توفر المال اللازم لتكلفة الدراسة كالكتب والاغراض الدراسية يفضل العمل في الشارع بشتى انواعه لانه سيساعده على العيش و أكل لقمة الحلال.
فالطفل العامل یأمل أن يوما ما يتمكن من الوقوف على رجليه و ترك العمل في الشارع لكن كل هذه آمال لا دورا لها في الواقع.
فأصبح من السهل رؤية طفل غير متعلم او حتى انه لن يدخل المدرسة نهائيا.
عمالة اطفال الأهواز امراً لم يكن طبيعي اوسهل بل انه علی ما یبدو شبه مقصود(بسبب تخلي الحکومة عن مسئولیاتها تجاه هذه الشریحة من المجتمع في قطاع التربیة و التعلیم و توفیر وصیانة حقوق المواطنة) و معقد وناتج عن سلسلة امور اغلبها سیاسیة
ف الاهواز ارضا غنية عن التعريف من حيث وجود الثروات الطبیعیة کـ المياه والغاز و النفط والأراضي الزراعیة الخصبة و الموانئ البحریة و… فـ المفروض ان الثروات هذه تجعل سكانها يعيشون برفاهية و اقتصاد جيد. لكن و للأسف لأسباب سأتطرق لبعضهن كما ساذكرهن لاحقا نشاهد عمالة الاطفال بشكل كبير ومتزاید في المحافظة:
– رياض، طالب في المرحلة إبتدائية، بسبب تدريس المعلم بلغة غير لغة امه يفضل الإنسحاب من المدرسة و العمل في المخبز
– يونس، هو طالب آخر يترك مدرسته ويلجئ للعمل في الشارع بسبب سوء تصرف المعلم معه في الصف
– حَمَد، طفل يبلغ العاشره من العمر،بسبب عدم توفر المال لشراء الكتب و المستلزمات المدرسية لم يدخل المدرسة نهائيا
– علياء، بسبب عدم وجود مدرسة في قريتهم تترك الدراسة و تخبز و تبيع العيش علي جيرانهم في الحي
و نماذج اخرى كثر،انتم اعلم بهن …
اخيرا بأسمي و اسم كل اهوازي حر أناشد المسؤلون والمعنيون بالأمر،أن یتخذوا الإجرائات اللازمة و یسنوا قوانين خاصة لتحقيق الأهداف السامية لمكافحة عمالة الاطفال ،كالتعليم المجاني والإلزامي للأطفال، و بناء مدارس متوسطة و ثانوية في القرى و ضواحي المدن .
و أن يسلطوا الضوء على العوائق التي احیل دون تعليم الفتيات خاصة وأن تجری دراسات علمية عملية لحلحلة المشاکل و وضع حد للعوائق التي تمنع دراسة الأناث و ایجاد حلول مناسبة کـ تدشين مدارس في القرى للفتيات القرويات، فإنه امرا بفائق الاهمية، حيث من الغير ممكن ان فتاة متعلمة تنجب طفل فاشل للمجتمع.
كما إن ينبغي للمسؤلون نقل الاطفال من مكان العمل الى مكان العلم و التعليم و الورشات التخصصية العلمية شيئا فشيئا…
ابأمل رفع مستوى الوعي و النشاط لمنع مكافحة عمالة الاطفال، حيث يحق لکل طفل ان يحصل على حماية المجتمع بأكمله
إخلاص طعمة

دیدگاهتان را بنویسید