ربّ صدفة خير من ألف ميعاد

كنت برفقة صديقي
”  أيمن ” في السيارة متوجهين نحو حفل زواج صديقنا ” علاء ” .

في أثناء الطريق” أيمن ” أوقف سيارته وانطلق مهرولاً نحو رجلٍ كان يحمل بيده باقة من الورود الحمراء.

إنحنىٰ أمامه وقبل يده وقال له: تعرفني يا أستاذ؟

فقال له الرجل:
لا أعرفك ولكن يبدو لقلبي عنده معك ذكريات جميلة .

قال له صديقي:
أنا أيمن يا أستاذ
كنتَ تُدَرّسُنا في مدرسة كاشاني

فأحسست أن ذكريات المدرسة تجلت وأشرقت أمام المعلم.

ضم “أيمن ” إلى صدره بكل دفءٍ وشوقٍ وحنان وقبّله على جبينه وسأله:

حدثني عن مشوارك الدراسي والمهني يا ولدي … .

فقال له ” أيمن” :
الحمدلله يا أستاذ أنا حصلت على شهادة الماجستير في المحاسبة والآن أعمل في شركة نفطية وكل ذلك لم ننله إلا من خلال جهودك المخلصة والصادقة.

صدقوني يا كرام هذا المعلم فور سماع هذا الخبر إغرورقت عيناه بالدموع وأخذ يحمد الله ويشكره.

إلتفت المعلم إليّ قائلاً:

كنت أنطلق مبكراً من البيت حتى أصل المدرسة في الموعد المقرر
لن أنسَى صعوبة الطريق ولن أنسى ذاك الألم الذي كان يشتد علي من ناحية الظهر والرقبة أثناء التدريس.

ولكن عندما كنت أتطلع إلى مستقبل تلاميذيِ المشرق وعندما يفاجئني أيمن وأمثاله بهذه البشائر السارة وهذا الرقي والنجاح في مسيرتهم العلمية والأدبية أحس بروعة الحياة وعذوبتها ويحدوني الأمل وأشعر أن حلما من أحلامي قد تحقق وإكتملت لوحة جماله وإبداعه وأتناسى كل تلك المشقات التي مررت بمحطاتها.

عند الوداع…
قال المعلم لصديقي
” أيمن” :

لم أمتلك شيئاً أهدِيهِ لك سوى هذه الباقة من الورود

أردت أن أقدمها لصديق لي رُزِقَ بمولود جدید ولكن فرحتي بك أكبر بكثيرفتقبلها مني أرجوك.

صديقي ” أيمن ” قَبِلَ هدية معلمه بشرط أن يَعِدَه بزيارة قريبة … .

طاب لي هذا المشهد الرائع فأحببت أن أشارككم متعته.

اشتراک این خبر در :