كانوا أصدقاء حميميين..يبلغ عددهم ما يقارب ثلاثين شخصا..
في كل رمضان أخذوا على أنفسهم عهداً أن يقوم كُلٌ منهم بدعوة اصدقائه في هذا الشهر الفضيل وهكذا كل ليلة يتكفل شخص بإعداد الفطور لبقية اصدقائه..أيمن رجل يحبّ مساعدة الفقراء والمحتاجين..في إحدى هذه الليالي حدَّث أصدقاءه قائلاً:

يا إخوتي الأكارم كما تعلمون حسب التسلسل القائم بيننا ، الليلة القادمة يجب عليّ أن أقوم بإعداد الفطور لكم ولكن أنا أخوكم الصغير في هذه الليلة جئت لكم بإقتراح جميل وهو:

أخينا أيمن أخرج من جيبه مبلغاً من المال ووضعه أمام اصدقائه معبراً بالفكرة الإيمانية الرائعة..قائلاً:

أنا خصصت لفطور ليلة الغد هذا المبلغ وهو عشرة ملايين ريال..فأريد من أحدكم أن ينفقه في سبيل مساعدة الفقراء والمحتاجين..

خيَّم الصمت على اصدقائه..
ماذا یقولون يا ترى?!

قام أحدهم وقبَّل أيمن على جبينه قائلاً:

نعم يا صديقي أيمن فلمثل صنيعك هذا فليعمل العاملون..فأنا أيضاً أقوم بتطبيق هذا النهج الإيماني المبارك..

وهكذا قرّر تلك الفتية واحداً تلو الآخر في ليلتهِ المخصصة لدعوة الأصدقاء،أن يقوم بالخطوة التي عَمِلَ بها صديقهم أيمن..

وبالفعل استلم أحد الأصدقاءالمبلغ وبذله في سبيل مساعدة البؤساء والمحتاجين..

يحدثني أيمن ويقول:
منذ سنتين ونحن متمسكون بهذه الخطوة الإيمانية المباركة وقررنا ايضا أن نجتمع بعد تناول الفطور في مسجد الحي الذي نقطن فيه وننشغل بقراءة القرآن الكريم..

تعالوا نحن أيضاً يا إخوة الأيمان ننتهج هذه الخطوة المباركة وإذا تعوّدنا على إقامة وليمة إفطار للأصدقاء والأحبة في شهر رمضان المبارك..أن نقوم باستبدال هذا الصنیع لتخصيص مبالغه في سبيل مساعدة الفقراء والمحتاجين..هناك ايام كثيرة يستطيع الإنسان أن يقوم بدعوة أحبته وأبناء قومه..

فلنغتنم الفرصة في شهر رمضان المبارك ونقرِّب أنفسنا لمولانا الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الأعمال النبيلة المباركة.

مجاهد الزرقاني

#

اشتراک این خبر در :