جاعد أحاول – مجاهد الزرگانی
سعيد هو ولدٌ، إبتزه الزمان في كل شيء، و اكتسى تاريخه طابع الحرمان، منذ نعومة أظفاره تجرع مرارة البؤس والفقر ،
لي صلة مع أسرته الذين رزحوا تحت وطأة الفقر الشديد ، والده رجل طاعن في السن مبتلٍ بداء السكر و عنده ألم في رجليه ،
لم يتمكن سعيد من مواصلة دراسته بعد المتوسطة ، هجر الدراسة وذلك بسبب ظروفه الصعبة القاسية .
اليوم فجأةً ذكرته واتصلت به هاتفياً وسألته عن أخباره وصحة والده وقلت له:
حدثني يا سعيد،هل إشتريت لنفسك ملابساً للعيد؟
قال ( بلهجتنا الدارجة ) :
عمي أحچیلك الصدگ ، جاعد أحاول أشتري ملابس للعيد !!
نعم يا كرام
عبارة ( أحاول أن أشتري ملابس للعيد )
هي رسالة بليغة وجلية، بأنه لا يمتلك القدرة المادية على الشراء، ولكن عزة النفس كانت طافحة في قوله و التي منعته من البوح بفقره وحاجته.
قلت له :
هنالك بعض الشرفاء والمتحمسين على فرحة شعبهم و مجتمعهم ، أعطوني مبلغاً من المال وطلبوا مني أن أُقدمه لك و لأمثالك ،سأعطيك بعضاً منه كي لا تحرم نفسك من شراء ملابس العيد .
* ما أكثر أمثال سعيد في مجتمعنا و هم يتطلعون إلى أياديكم الكريمة،فتعالوا كلٌ منا علی قدر استطاعته يبعث في داخلهم روح الفرحة والسرور في أيام عيد الفطر المبارك..
مجاهد الزرگانی
احسنت استاد مجاهد و بارك الله فيك سامي الحزباوي
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة عيد الفطر المبارك، مدونة فلاحيتي ، ترفع لكم اسمى آيات التبريك، وتتمنى لكم عيدا سعيدا، ملؤه الود والوئام .. عيدا مملوءً بالأمل و التفاؤل لعلنا نبدد الظلام، ونبصر النور بعد معاناة مزقت أواصر المحبة والانسجام. نسأل الله لكم جميعا وافر الصحة والسلامة، كي نبقى معا نواصل مشروعنا، وكل عام وانتم بعافية .
اسرة مدونة فلاحيتي
٢٠١٥/٧/١۷