سعيد هو ولدٌ، إبتزه الزمان في كل شيء، و اكتسى تاريخه طابع الحرمان، منذ نعومة أظفاره تجرع مرارة البؤس والفقر ،
لي صلة مع أسرته الذين رزحوا تحت وطأة الفقر الشديد ، والده رجل طاعن في السن مبتلٍ بداء السكر و عنده ألم في رجليه ،
لم يتمكن سعيد من مواصلة  دراسته بعد المتوسطة ، هجر الدراسة وذلك بسبب ظروفه الصعبة القاسية .

اليوم فجأةً ذكرته واتصلت به هاتفياً وسألته عن أخباره وصحة والده وقلت له:
حدثني يا سعيد،هل إشتريت لنفسك ملابساً للعيد؟

قال ( بلهجتنا الدارجة ) :
عمي أحچیلك الصدگ ، جاعد أحاول  أشتري ملابس للعيد !!

نعم يا كرام
عبارة ( أحاول أن أشتري ملابس للعيد )
هي رسالة بليغة وجلية، بأنه لا يمتلك القدرة المادية على الشراء، ولكن عزة النفس كانت طافحة في قوله و التي منعته من البوح  بفقره وحاجته.

قلت له :
هنالك بعض الشرفاء والمتحمسين على فرحة شعبهم و مجتمعهم ، أعطوني مبلغاً من  المال وطلبوا مني أن أُقدمه لك و لأمثالك ،سأعطيك بعضاً منه كي لا تحرم نفسك من شراء ملابس العيد .

* ما أكثر أمثال سعيد في مجتمعنا و هم يتطلعون إلى أياديكم الكريمة،فتعالوا كلٌ منا علی قدر استطاعته يبعث في داخلهم روح الفرحة والسرور في أيام عيد الفطر المبارك..

مجاهد الزرگانی

اشتراک این خبر در :