النزيه – عبدالحسين سماوي
( النزيه)
المغيب يستدرجها وأخذت تغرق في الأفق المشوب بالظلمة والغبرة،هي الشمس على غير عادتها اليومية.
وحش الغبار يبتلع الشوارع وظلمة تكسو وجه الأهواز رغم بسمة جسرها العملاق (المسيم).. على رسلها عجلات سيارتي تلتهم الطريق في عودتي الى البيت بعد يوم مشبع بالمتاعب تماما مثل يوم الاقتراع في الدور الاول.
استوقفتني اشارة مرورتقاطع الأمنية…
توقفت سيارتي خلف الخط الممتد تلهث وكأن تراكم التراب اصاب بريتها…ياللبشاعة…!
امرأة في منتصف العمر تقطع الطريق الى الجانب الآخر تمسك بيد ابنها المراهق..
على ارجح الضن لايمهلها تغير الجو المفاجئ ان تتوشح بعبائتها الشاحبة اللون لتقي الغبار… او لربما تتجاهلة متحدية… او لأنها استسلمت بعد ما يأست في محاولة صده الكرةبعد الكرة ….
لازلت ٱفكر بالأمل هل يفوق على اليأس بموازرة التوحيد هذه المرة؟ . ..
حينها سقطت علي زجاجة الواجهة للسيارة، صورة دعاية لأحد المرشحين من على العمود المشتول الى جانب المسير، حالت صورة ذلك المدعي بالشرف النزيه دون رؤيتي…
حاولت ازيحها.. فانسلت الى الأسفل وبعد ما انطلقت إشارت الخضراء للسير التهمتها عجلات السيارة وتركتها ورائي وانا افكر هل سقوط هذه الصورة يرمز الي عبرة ما…؟
نعم… اتمنى للناجح منهم ان يحقق مايستحق تحقيقه بعد الفوز، كي يكون “شريفا” نزيها حقا لا بالدعاية فقط.
وان لايستحق ذلك السقوط.
علي لا أنسى ان أغير مياه (الرادياتور) قد اشبعت بالتراب كفاية، في مثل هذا الجو المغبر لاتصلح للسيارة بعد .
(سماوي)

دیدگاهتان را بنویسید