الرجعیة المستمیة فی المجتمع المدني / سدخان حلفي
الرجعیة المستمیة فی المجتمع المدني
بالرغم من المساعي الحثیثة التي یبذلها نخب الشعب الاهوازي، الرامیة الی معالجة العاهات الاجتماعیة و التي هي من مخلفات السنن والتصورات العوجاء المندرجة ضمن قانون القبیلة المفروض لقیادة الشعب و ما حققته هذه الطموحات من تقدم فی محو تلک الانماط المنحطة، لکنما هناک بعض العادات المستمیتة التی باتت کالثمرة الفاسدة وسط المحصول والتی من شانها إفساد الریع واضاعة المنتج.
العقول و الاقلام الاهوازیة التی اجتازات حواجز الحظر بمهنیة و جدارة و سحقت علی لقم الردع بتحفظ و شجاعة حتی اخترقت طریقها للمجد و لإعطاء صورة مشرفة و مشرقة عن ثقافة و تاریخ الأهواز و الأهوازیین. جهود انطلقت بالاکتفاء الذاتي و من دافع حب الهویة و الاصالة العربیة الاسلامیة، حیث و من خلال اقامة المهرجانات و صفوف اللغة و المنتدیات و نشر المقالات التوعویة و بث روح المواکبة لمعطیات العصر و نبذ بعض العادات القبلیة التی ترکت اثراً سلبیاً واضحاً في تقهقهرالمجتمع الاهوازي و قدمت تعریفاً خجولاً عن ثقافة هذا الشعب العریق، اطلقت النخب الااهوازیة شراعها لنسف المعتقدات المندرسة التی لازال الشعب یدفع ثمنها فی شتی الاصعدة.
ففي الماضي الغیر بعید کانت النهوة والفصلیة و بالامس معالجة ظاهرة الفواتح واطلاق الرصاص والعزایم الفخمة و تقدیس البیارق والیوم یسعی المجتمع للنهوض بلبدیل الناجع عن تلک السلوکیات والرسوم التی نعزو وجودها لغیاب الوعي المعاصر والتقدم العلمي الثقافي و الذي تحقق بفضل نهضة الجهاد الثقافي لأبناء و بنات هذا لبلد و ما یتطلعون الیه من افق مشرق لمستقبل هذه الارض العریقة المعطاء.
ولکن وبالرغم من کل الجهود و الانجازات تبقی هناک عادات مستمیتة وعاهات اخلاقیة متجذرة استعصی علی النخب اقتلاعها او معالجتها حیث لازالت شرعیة الثأر و الانتقام و المجابهة و الاصطدام، منهج ینتهجه بعض ابناء هذه الارض الذین هم الیوم بحاجة للوحدة و التکاتف و التظافر، بدل التباغض والتقاذف و التناحر اکثر من ای وقت سابق.
ان الأموال الطایلة التي ینفقها بعض الخاطئون فی حفر خنادق البغض و الضغینة علی اخوتهم و العشواییة المنطلقة بنعرات رجعیة قبلیة و التی اعتمدوا علیها لإطفاء اختلافاتهم تجاهلت الحل الامثل فی حلحلة الامور و ساهمت فی تلاشي المجتمع و تفشي الرعب و الانهیار و تمزیق وحدة الصف واستفحال شبح العداء فی بین بعض ابناء هذا النسیج المتلاحم.
فقد تجاهلت هذه المجموعات، الدور الرائد للتفاهم و التسامح و التواضع و تبسیط الامور فی معالجة بعض الخلافات البینیة التی قل ما تحدث فی مجتمعات اخری.
فهل لازالت هذه الشریحة المحسوبة علی سواد الشعب الاهوازي تجهل ان هذا الشعب، متجه نحو حیاة مدنیة و ان مانحن بحاجته الیوم هو انتزاع للاضغان و دعوة لروح المواطنة والتکاتف.
فحبذا لو اُنفقت الاموال فی سبیل دعم المشاریع الثقافیة و إعانة العوائل المتضررة و مساعدة الطلاب .و انشاء المکتبات و مد الحراک الثقافي لتتحقق بذلک الغایة السامیة للمباهات بمجتمع مدني من شانه ان یکون في طلیعة الشعوب علی صعید البلد و العالم.
دیدگاهتان را بنویسید